هبة مقصاص

"عندما أكون مغربيا بدون قيود، أرتقي إلى العالمية، أو ما يسمى بالعالمية المحلية بدون قيود"، هكذا علّق الكاتب والمفكّر المغربي حسن أوريد، على هامش توقيع روايته الموسومة بعنوان "الباشدور"، ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب، الذي نظّم في دورته التاسعة والعشرين بالرباط، أواسط شهر ماي 2024.

الكاتب المغربي كان يتفاعل مع ما شهده المعرض يوم السبت 11 ماي 2024، حين تقاطر الآلاف من القراء على فضائه لحضور حفل توقيع الكاتب السعودي أسامة المسلم لإصداراته الروائية.

و قال مؤرخ المملكة السابق، حسن أوريد، إن القارئ بات يقرأ للتسلية فقط، و"الثقافة أصبحت أداة من أدوات التسلية"، ليخلص ففي نهاية اللقاء، إلى أن الإنسان المغربي عندما نزيل عنه القيود يرتقي للعالمية.

تعتبر رواية "الباشادور" من الأعمال الأدبية المميزة لحسن أوريد،يروي من خلالها المفكر المغربي رحلة زمنية تمتد لمائة عام من تاريخ المغرب والحضارة الإسلامية، من خلال التركيز على شخصية أبي القاسم الزياني الذي يعتبر شاهدا على التحولات التاريخية في المغرب من العصور القديمة، وصولا الى الاستعمار الفرنسي، وزاوج فيها الروائي حسن أوريد بين الروح الأدبية والبحث التاريخي.

وعن عنوان الرواية، يقول أوريد إنه مستوحى من أدبيات العصر الذي تجري فيه وقائعها، "لو كتبت "السفير" لن يكون موفقا، ولفظ الباشادور هو كناية على عمل السفارة الذي اضطلع به الزياني بالإمبراطورية العثمانية، حينما أوفده السلطان سيدي محمد بن عبد الله في رسم الجهاد في الدفاع عن راية الإسلام".

وأوضح أوريد خلال هذه الندوة أنه حاول اعتماد أسلوب العصر الذي تؤرخ له الرواية، قائلا:" لم أكتب بلغة العصر، بل بلغة فقيه مخزني".

ويأتي العمل الروائي "الباشادور" رغبة من أوريد في تسليط الضوء على جوانب من تاريخ المغرب، وعلى شخصيات بارزة في تاريخ المغرب، كما هو حال الزياني الشخصية الرئيسية في الرواية، مشيرا الى أن إنجاز هذا العمل الروائي بدأ منذ 2010.

حفل توقيع الرواية الصادرة عن منشورات المركز الثقافي للكتاب، جرى وسط حضور وتفاعل كبير للجمهور، في قاعة "تواصل" يوم 12 ماي 2024، في إطار فعاليات النسخة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب. وتولى مهمة تقديم وتسير اللقاء الكاتب المغربي يوسف توفيق، بحضور ثلة من الأكاديميين والمفكرين، أبرزهم الكاتب والمترجم سعيد بنكراد.